مسؤول أممي: العنف في اليمن يهدد إيصال المساعدات الإنسانية
مسؤول أممي: العنف في اليمن يهدد إيصال المساعدات الإنسانية
أكد منسق الأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، أن العنف والتهديدات ضد العاملين في مجال الإغاثة في اليمن يقوّضان إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها.
وأشار إلى أن العام الحالي شهد زيادة الهجمات ضد العاملين، إذ شهد النصف الأول من عام 2022 مقتل عامل إغاثة وإصابة اثنين آخرين بجراح، واختطاف سبعة واحتجاز تسعة، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة.
وذكر المسؤول الأممي أن 27 حادثة تهديد وترهيب وقعت بين يناير ويونيو 2022، مقارنة بـ17 حادثة من هذا النوع سجّلت العام الماضي بأكمله، كما تم تسجيل 28 حادثة اختطاف سيارات في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أي بزيادة 17 حادثة على عام 2021، وتم تسجيل 27 هجوما على مباني منظمات إغاثية وعلى منشآتها –بما في ذلك نهب الإمدادات الإنسانية وغيرها من الأصول– في النصف الأول من عام 2022، وهو أيضا أكثر ما تم تسجيله طوال عام 2021.
وأشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تعرّض العاملون في مجال الإغاثة إلى حملات تضليلية وتحريضية، بما في ذلك الادعاءات الكاذبة بأنهم يفسدون القيم اليمنية، وتمسّ مثل هذه الادعاءات -التي لا أساس لها من الصحة- سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني وتعرّضهم للخطر، خاصة النساء اليمنيات العاملات في مجال الإغاثة في الوقت الذي تعاني فيه النساء والفتيات من زيادة معدلات العنف والتراجع عن حقوقهن في أجزاء كثيرة من العالم.
وشدد على ضرورة بذل كل الجهود لحماية العاملين في المجال الإنساني في اليمن وتقديم الدعم لهم، مشيراً إلى أنهم لا يزالون مستمرّين بدون كلل في أداء مهمّتهم، إذ يواصل النساء والرجال المتفانون والمحبّون للغير مضاعفة جهودهم كل يوم، ويقدّمون لملايين الناس ذوي الاحتياج المساعدات الغذائية والنقدية والخدمات الصحية والمياه النظيفة والحماية والتعليم في حالات الطوارئ.
استمرار الأزمة
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن أن أطراف النزاع "استجابت على نحو إيجابي" لمقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة لمدة شهرين دخلت حيّز التنفيذ اعتباراً من الثاني من إبريل الماضي وتم تجديدها بعد انقضاء فترة الشهرين بموافقة جميع الأطراف.
فيما أخلّت ميليشيا الحوثي بالتزاماتها، بما في ذلك رفع حصارها المفروض على محافظة تعز.
وتسعى الأمم المتحدة إلى تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.